أنا متزوج منذ سنتين، وأحب زوجتي التي لم تقصر معي في شيء، وتظهر لي الحب وحسن المعاملة دائماً، لكن حادثة رهيبة أقضت مضجعي.
فقد لاحظت منذ أسابيع أن زوجتي تغيرت علي، فقد ازداد خروجها من البيت، وبدأ الشك يدخل قلبي.
وقررت أن أواجهها بشكوكي، فاعترفت بأنها على علاقة برجل آخر، حلفتها إن كانت ارتكبت الفاحشة معه، فنفت، الآن تعدني بالتوبة، وأنا أحبها. هل يجوز لي معاشرتها ومسامحتها؟ أم يجب علي تطليقها؟
أخي الكريم: سلام الله عليك. أما بعد:
فأسأل الله –تعالى- لك أن يستر عليك، وأن يحفظ عرضك.
أخي إن هذه القضية التي تطرحها في غاية التعقيد، وليس من عادتي إلا بث روح التسامح والعفو بين الناس، والتيسير عليهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولكني لا أستطيعـ أبدا أن أتهاون في أمر كهذا.
إن عليكـ بعد أن حلفتها أنها لم ترتكب جرما مع هذا المجرمـ أن تغلظ عليها في الكلام والوعيد، وبيان الجريمة النكراء التي قامت بها حتى لو لم ترتكب جريمة الزنا، ذلك لأن الحديث مع رجل أجنبي في حد ذاته بعيدا عن علم الزوج وفي مجال غرامي مخالفة شرعية وخيانة زوجيةز
والأمر أعظم مما يتصور الإنسان، فالأمر يتعلق باختلاط المياه في الأرحام، وضياع الأولاد في نسبهم بين الرجال.. والله المستعان، وعليكـ إذا رغبت في إبقائها عندك أن تطلب منها الآتي:
1ـ التوبة النصوح، التي تقلع فيها عن الفعل، وتندم على ما فعلت، وتعزم ألا تعود مرة أخرى أبدا.
2ـ ألا تتحدث في الهاتف حتى تأذن لها لمدة تحددها معها وكلما طالت كان خيرا، دفعا للشكوك، وإبعادا وتيئيسا للمجرمين، وعقوبة لها.
3ـ أن تأخذ منها الجوال والإنترنت نهائيا.
4ـ أن تقول لها: إن الفراق بينكما سيكون عند أول حادث أو ملاحظة من هذا النوع مستقبلا لا قدر الله.
ثم اعلم أن هذه المشكلة تنشأ بأسباب كثيرة أشير إلى شيء منها:
1ـ بعد الزوج عن زوجته جسديا بحيث لا يكون حاضرا في بيته كثيرا، أو لا يعاشرها جنسيا.
2ـ الفراغ الكبير في حياة المرأة حين يوفر لها كل ما يخدمها، ولا تشغل بخير.
3ـ الفراغ العاطفي، حين لا يعبر الزوج لزوجته عن حبه لها، ولا يلتفت إلى جمالها أو زينتها ويتلفظ بمشاعر هي أمامها، ويتحدث معها حديثا نفسيا، فيؤدي ذلك كله إلى شغفها بمن يتيح لها هذه الأمور جميعا.
4ـ وجود الفضائيات المغرية، والإنترنت الخليع، والجوال المفتوح على كل الأرقام في يد الزوجة غير الثقة. هذه لمحات تستحق الإفاضة، ولكن لعل فيها ما ينفع. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله.
الكاتب: د. خالد بن سعود الحليبي
المصدر: موقع المستشار